تُعد جزيرة دلما من أقدم المناطق المأهولة في دولة الإمارات، وهي واحة هادئة وخصبة يضرب فيها التراث بجذوره حتى أعماق البحر المحيط بها. في الماضي كانت الجزيرة التي تبعد 30 كيلومترًا من سواحل أبوظبي ذات يوم مركزًا مزدهرًا للغوص لصيد اللؤلؤ، ولا تزال تحتفظ بجذورها البحرية العريقة، حيث تُشكّل ممارسات الصيد التقليدي، والزراعة، وزراعة النخيل جزءاً أساسياً من حياة سكانها اليومية.

يُعد مهرجان سباق دلما التاريخي من أبرز الفعاليات السنوية، ويضم سباقات المحامل الشراعية التقليدية حول جزر منطقة الظفرة. وخلال الفعاليات التي تمتد لأسابيع، تعود دلما القديمة إلى الواجهة، عبر إحياء التراث البحري الإماراتي والاحتفاء به من خلال الاحتفاء بالحرف المحلية، والمأكولات التراثية، والعروض المسرحية.

وفي الأشهر الهادئة، يمكن للزوار استكشاف قرون من التاريخ داخل متحف دلما، الذي كان في الماضي منزل تاجر اللؤلؤ الشهير محمد بن جاسم المريخي. كما يمكنهم زيارة ثلاث مساجد أثرية محفوظة بعناية، تعكس الروح المتجددة لهذه الجزيرة التاريخية. ومع ما تضمه من اكتشافات أثرية تعود لأكثر من 7,000 عام، مثل: فخار بلاد الرافدين، وأدوات الزراعة القديمة، تروي جزيرة دلما بهدوء حكاية حضارة تشكّلت على ضفاف البحر وما زالت حية بها حتى اليوم.